النتائج الاقتصادية إذا انفصلت كتالونيا
مع بلاد الباسك كتالونيا هي الوحيدة التي عرفت الثّورة الصّناعيّة في القرن التّاسع عشر واليوم باتت تُعدّ من المناطق الاستراتيجيّة اقتصاديّا بالنّسبة إلى إسبانيا. سُمعتها كمحرّك للاقتصاد الإسبانيّ ليست واعية فالأرقام تؤكّد ذلك: كتالونيا تمثّل 16% من مجموع سكّان إسبانيا ومساهمتها في النّاتج الوطنيّ الخام تتجاوز الخُمس بقليل. وتُعدّ أيضا منطقة سياحيّة حيث تستقطب أكثر من 22% من السيّاح. نسبة البطالة فيها هي الأضعف مقارنة مع باقي الأقاليم. ويُجمع الخبراء على أنّ خروجها المحتمل من إسبانيا لن يكون من دون تداعيات على الطّرفين.
"انفصال كتالونيا سيكون له آثار عميقة على الاقتصاد الإسبانيّ فكتالونيا تستورد الكثير من المنتجات وتُعيد تصنيعها وتسويقها في كامل إسبانيا فإذا انفصلت سيعني ذلك انفصال إحدى أغنى مناطق إسبانيا."
كتالونيا تتمتّع باقتصاد منوّع حيث تتمركز فيها المؤسّسات الكبرى في قطاع صناعة السّيّارات والمجموعات الصّيدلنيّة والبنوك والسياحة. الديناميّة التي يتميّز بها الاقتصاد الكتالونيّ هي ما يُحفّز أنصار الانفصال عن إسبانيا فهم مقتنعون بأنّ إقليمهم سيُصبح قريبا سويسرا أوروبا الجنوبيّة لكنّ بعض الاقتصاديين يعتبرون استقلال كتالونيا بمثابة انتحار.
"كلّنا نعلم أنّه في حال انفصلت كتالونيا سيعني ذلك خروجها من منطقة اليورو ومن الاتّحاد الأوروبيّ. وستكون لذلك عواقب وخيمة على النّشاط الاقتصاديّ والتّجاريّ والمجتمع المدنيّ."
لحدّ الآن لم تُهدّد أيّ مؤسّسة اقتصاديّة بمغادرة كتالونيا. بالنّسبة لدعاة الانفصال هذا دليل على أنّ استقلال كتالونيا لا يُخيف المستثمرين. أمّا الحكومة الإسبانيّة فترى ذلك دليلا على أنّ لا أحد يأخذ على محمل الجد استقلال وانفصال كتالونيا.
نور الدّين بوزيان، الجزيرة، مدريد.
Cap comentari:
Publica un comentari a l'entrada